على شواطئ ليبيا ربحوا الحياة الأبدية

يُصادف يوم 15 شباط/فبراير من كل عام، ذكرى استشهاد الواحد والعشرين مصريًا من الأقباط الأرثوذكس الذين ذُبحوا بوحشية على يد جهاديي تنظيم الدولة الإسلامية على أحد شواطئ ليبيا، وعلى تلكَ الشواطئ الحمراء وُلد واحد وعشرون قديسًا في الدماء.

عنفٌ وإرهاب واستشهاد… لقد تخطى رجالُ داعش في 15 شباط/فبراير 2015، مرة أخرى كل خطوط الإرهاب، إذ ذبحوا 21 مسيحيًا قبطيًا على أحد شواطئ ليبيا جرّاء رفضهم التحوّل للإسلام حيثُ جالَ مقطع الفيديو الذي يُظهر عملية قطع رؤوسهم كل صفحات الإعلام مما أثار سخط العالم بأكمله.

ذلك اليوم، كانت الغيوم عاليةً في السماء والبحر هادئٌ في الأفق… كانوا يرتدون ستراتٍ برتقالية اللون وكانت أيديهم مقيدة خلف ظهورهم، يرافقُ كل واحدٍ منهم رجلاً مُقنعاً اكتسا باللون الأسود والسكين معلقة على حزامه… بضغطةٍ على الكتف، جثوا جميعهم على ركبهم وقد وجهوا ظهورهم نحو البحر… تتوقف الكاميرا أمامَ أحد الرجال، عينان مُغلقتان وشفاهٌ تتلوا الصلاة.

-chretiens-orient-egypte-mere-de-martyr-libye-copte-egypte

بعدَ مرور أسبوع على استشهادهم، وُثّق ضحايا هذهِ المجزرة وتسجيلهم في السينكساريوم* على يد البطريرك الأقباط تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك كل إفريقيا على كرسي الكرازة المرقسية.

وفي يوم السبت 7 تشرين الأول/أكتوبر 2017، بعد تحقيقٍ طويل، أعلنت السلطات الليبية عن اكتشاف جثث مُقطعة في مقبرة جماعية بالقرب من مدينة سرت على الساحل الليبي… حيثُ نُقلت الرفات وعُرضت على طبيب شرعي في مصراتة للتشريح.

في يوم الاثنين 14 أيار 2018، قُرعت أجراس الكنائس والأديرة في مصر بأعلى صوت لاستقبال “شُهداء الإيمان والوطن”، سوف يستريحون الآن بسلام في كنيسة الشهداء في قرية العور بالقرب من سمالوط المنيا.

دعونا نُصلي بشكلٍ خاص من أجلِ عائلات الضحايا ولجميع الذين استشهدوا بسبب إيمانهم.

“لقد ذُبحوا فقط لأنهم مسيحيون، دماءُ إخواننا المسيحيين هي شهادةٌ تصرخ سواء كانوا كاثوليك أو أرثوذكس أو أقباط… لا يهم، إنهم مسيحيون! والدمُ واحدٌ… وبذلُ الدم هو شهادةُ المسيح نفسه.” البابا فرانسيس.


* كتابُ أخبار الأنبياء والرسل والشهداء والقديسين المستعمل في كنائس الكرازة المرقسية في أيام وآحاد السنة التوتية.