لبنان
يواجهُ سُكان منطقة البوشرية في بيروت، المنحدرين في غالبيتهم من الطبقة الوسطى، تحديات كبيرة في العثور على فرصة عمل وفي القدرة الشرائية.
إذ أدى نقص مقوّمات الحياة الأساسية والتضخم المُستفحل إلى ارتفاع أسعار السلع الأولية، مما جعل حياة السُكان اليومية قاسية للغاية.
كما ألقت الأزمة الإقتصادية ظلالها على الأعمال التجارية المحلية، مما أدى إلى انخفاض فرص العمل ودخل العمّال.
وبالتالي يرزحُ سكان حَي البوشرية تحت وطأةِ صعوبات مالية كبيرة ويعجزون عن تلبية احتياجاتهم الأساسية، مما يؤثر سلبًا على نوعية حياتهم ورفاهيتهم.
ويمكننا القول بأنَّ هذا الحَي يعكسُ الوضع الاقتصادي غير المستقر والأزمة العامة التي تعصفُ ببلدِ الأرز حاليًا.
بات من المُلّح تزويد الأشخاص المُستفيدين من المساعدات الخيرية بالوسائل التي تمكنهم من تأمين دخل مُستدام، من أجل تعزيز قدرتهم على الصمود ومواجهة الأزمات والتخطيط لمُستقبلهم.
لذا، وبفضل عطائكم، افتتحت الرابطة السريانية مَشغلَ خياطة في منطقة البوشرية في بداية شهر نيسان/أبريل 2023. وتتمثل أهداف تلك الجمعية بالدفاع عن حقوق ومصالح الطائفة السريانية على الأصعدة السياسية والاجتماعية والدينية.
ويُقدم مَشغل الخياطة المذكور برامج تدريبية تُأهل المُتدربين لتعلُّم مهنة الخياطة بُغية العمل فيما بعد على نحوٍ مُستقل.
وسيُقدم السيد جورج، وهو مُختص في الخياطة فصولاً تعليمية لحوالي 10 أشخاص على مدى فترة تدريبية تتراوح بين شهرين وثلاثة أشهر.
وتُستهل الدورات التدريبية بالقواعد الأساسية ومنها إلى التقنيات الأعقد مع تقدم مُستوى المُتدربين. ولهذا الهدف سيوفر المَشغل أربعة دورات تدريبية خلال السنة لحوالي أربعين شخصًا. وبالتالي سيتمكن المستفيدون وأسرهم من العثور على فرصة عمل في هذا المضمار أو استهلال مشروعهم الخاص بفضلِ المهارت المُكتسبة.
الهدف على المدى الطويل: تطوير مَشغل الخياطة هذا بحيث يصبح مستقل ماليًا ويقدم دورات تدريبية لأكبر عدد ممكن من الراغبين الذين يعانون من أوضاعٍ غير مستقرة.
لقد خصصت منظمة SOS مسيحيي الشرق 25.200€ لتمويل كل تكاليف الأشهر الستة الأولى من التشغيل (بما في ذلك آجار المكان، والكهرباء والمعدّات).
إلى أن يستقل المَشغل ماليًا ويتمكن من تمويل نفقات التدريب والتشغيل من صندوقه الخاص. وخلال الدورات التدريبية، سيتعلم المتدربون كيفية حياكة القطع البسيطة مثل الحقائب أو الملابس القابلة لإعادة الاستخدام، والتي يمكنهم بيعها بعد ذلك لضمان دخل ثابت ومُستقر.
لنُساهم في تعزيز قدرة اللبنانيين، الرازحين تحتَ نيرِ تداعيات الأزمة الاقتصادية، على الصمود، ولنمدَّ لهم يد العون كي يستقلوا ماديًا بفضلِ عملهم الشخصي.
إنَّ دعمكم هو أكثر بكثير من مجرد مُساعدات مادية، وإنما يمنحهم القوة للنضال والإيمان ورسم مُستقبل مُشرق في لبنان.
